تائهة ..

حين دق البرد جسدى وشعرت ببرودة الجو .. وسقطت دمعاتى على وجنتيى ..

امسكت كوب الشاى باللبن بيدي الأثنتين وضممته الى لعلى أدفء ... أو ....أو لعلى أردت أن أشعر أن هناك شيئا مازلت أستطيع التمسك به ..

وكلما ارتشفت رشفة من كوبى ازداد تساقط دموعى .

أتمنى ألا يفارقنى .. فانا بدونه وحدى .. وكلما ابتعد اشتق اليه ..

اخرج الى شرفتى ومازال بين يديى ، انظر الى تلك الدنيا وهذا الكون العجيب الذى ما عدت أتأمل فيه الا وأشعر بالوحدة والغربة ، أنظر الى هذا الزحام الذى تاهت فيه القلوب وتحطمت به المشاعر وأنغمس به الجميع فى دنيا الألة فأصبح كككل مناااا عبدا للتكنولوجيا.

أنتابتنى حالة من الخوف والحزن خفت أن أته فى هذا العالم الظالم الذى لا يرحم وتطحننى تلك الألة التى تسير فى طريقها لا ترى ضعيفا ولا ترحم مغلوب ؛فهى فى طريقها نحو التطور والمال ..

ولا تسمع الا صوت حفيف أوراق البنكنوت وضجيج الألات وانفجار القنبلات وغناء الراقصات ،وانهيار المبانى وسباق الثوانى وماراثون الأغانى، وأخطاء الأطباء وفراق الأحباء ،،،،،،

ولكنى أرى تلك الزهور المتمايلة وتلك الزهرة التى تضم الأخرى بحنان وهذا الرجل الذى أخذ بيد الصغير ليعبرالى بر الأمان ..يااااااااة ... ما كل هذا الدخان .

أرى صديقتى التى أنا هنا بانتظارها ..لقد وعدتها ان أظل بالشرفة ولن أرحل .. سأظل

لم أسودت الدنيا هكذا .. وصديقتى !! ماذا سيحدث ؟؟

هل ستأتى أم أنها لن ترانى هى الأخرى ؟؟

لم يبق الا أن أنظر الى السماء والى ما تبقى من مخلوقات الله لعلى أجد الأنسان لم يعبث بها ولم يغيرها ،، فأجد بها دفء وحنان ،

أجد بها رأفة وحب ، وأتحسس فيها باقى الأمل ..

فزادتنى غيومها التى صنعها الأنسان قلقا وخوفا..

فهل ستظل هى الأخرى هكذا !!

أم هناك بصيص من الأمل قد تطل به أشعة الشمس على شرفتى المظلمة !!

أم سأخرج معهم وأنزل .. لأشترى الحب وسط الزحام .. وهل سأجده حب أم قد يكون زيفا هو الأخر ؟؟